أخبار إيجاز

"بعد نجاحات الحملة الجوية".. معهد أميركي يدعو ترامب إلى دعم هجوم بري ضد الحوثيين

"بعد نجاحات الحملة الجوية".. معهد أميركي يدعو ترامب إلى دعم هجوم بري ضد الحوثيين

اليمن -

حذر معهد الشرق الأوسط في واشنطن من أن إعلان وقف إطلاق النار الأخير بين الولايات المتحدة والحوثيين قد يمنح الجماعة المسلحة فرصة لإعادة ترتيب صفوفها، ما لم تُتبع هذه الخطوة بإجراءات عسكرية أكثر حسماً.

وشدد المعهد في تقرير على أن ما تحقق من نجاحات في العملية الأمريكية الجوية "الفارس الخشن" خلال الأشهر الماضية، مهدد بالضياع ما لم تدعم واشنطن حملة برية تنفذها الحكومة اليمنية، وتضغط على حلفائها الخليجيين للانخراط بفاعلية.

وقال التقرير،" لقد ضربت عملية "الفارس الخشن" التي شنتها إدارة ترامب الثانية أكثر من ألف هدف، وأفادت التقارير أنها قتلت مئات من مقاتلي الحوثيين وقادتهم؛ في حين أدت العقوبات التي أقرتها الإدارة مؤخرا وتصنيفها كمنظمة إرهابية إلى تعطيل التدفقات المالية والأسلحة والموارد للجماعة المسلحة.

وحذرت ندوى الدوسري، الباحثة بمعهد الشرق الأوسط الأمريكي، من أن الإعلان المفاجئ عن وقف إطلاق النار يهدد بإلغاء كل هذه المكاسب ما لم تعمل الولايات المتحدة مع شركائها في الخليج لدعم حملة برية تشنها الحكومة اليمنية ضد الحوثيين، والتي تستفيد من الجهود التي تبذلها الولايات المتحدة منذ يناير/كانون الثاني.

 وخلال المئة يوم الأولى من ولايته، سارع الرئيس دونالد ترامب إلى تأكيد نهج مختلف جذريًا في معالجة أزمة البحر الأحمر. فور توليه منصبه، صنّفت إدارة ترامب الثانية الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية، وفرضت موجة من عقوبات وزارة الخزانة استهدفت واردات الوقود، والتدفقات المالية، والتجارة غير المشروعة، وشبكات الأسلحة، فضلًا عن قادة الحوثيين، بمن فيهم المتحدث باسم الجماعة.

أبرزها إطلاق الإدارة عملية "الفارس الخشن"، وهي حملة جوية متواصلة أصابت أكثر من ألف هدف، وأفادت التقارير بمقتل مئات المقاتلين والقادة الحوثيين. ومن خلال حملته الأكثر عدائية، سعى ترامب إلى النأي بنفسه عن نهج الرئيس جو بايدن الدفاعي المحدود، وإظهار مبدأ "السلام بالقوة" عمليًا.

خطر إهدار النصر

 وذكر التقرير أنه بحلول أوائل مايو، عطّلت الضربات الجوية الأمريكية بالقنابل والصواريخ عمليات الحوثيين إلى حد كبير، وأجبرت قادتهم على الاختباء، مما أثار تكهنات بأن القوات الموالية للحكومة اليمنية قد تستغل هذا الزخم قريبًا بهجوم بري. لكن في 6 مايو، أعلنت إدارة ترامب فجأةً وقف إطلاق النار مع الحوثيين.

وحذر التقرير من أن هذه الخطوة، وإن لم تكن مفاجئة تمامًا، إلا أنها أثارت تساؤلات حول ما إذا كانت فرصة حاسمة تُضيّع قبل أوانها، مشيرا إلى أن وقف إطلاق النار كان مدفوعًا جزئيًا بالدبلوماسية الإقليمية، وخاصة زيارة وزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان إلى طهران، والتي ورد أن الرياض حثت خلالها إيران على كبح جماح الحوثيين، وجهود الوساطة العمانية.

وقد أوضحت الرسائل القوية من كبار المسؤولين الأمريكيين لطهران، والتي حذّرت من أنها ستواجه عواقب استمرار هجمات الحوثيين، لطهران أن مصالحها، وربما وجودها، على المحك. ولكن الأهم من ذلك، بالنسبة للحوثيين أنفسهم، هو أن حجم الدمار الذي لحق بهم، والضغط الاقتصادي المتزايد عليهم، والتهديد الوشيك بهجوم بري، جعل وقف إطلاق النار مسألة بقاء.

ووفق التقرير "يُعدّ وقف إطلاق النار الآن فرصةً للحوثيين لإعادة تنظيم صفوفهم وتجديد قواهم ووضع استراتيجيات للمرحلة المقبلة - وهو نمطٌ اتبعوه منذ السنوات الأولى للحرب".

فبعد موافقتهم عام ٢٠١٨ على اتفاق ستوكهولم الذي توسطت فيه الأمم المتحدة، والذي أجبر الحكومة اليمنية على وقف تقدمها نحو الحديدة، استغلّ الحوثيون هذا التهدئة لتعزيز مواقعهم وتحقيق مكاسب إقليمية كبيرة، ثمّ التصعيد لاحقًا بتهديد الملاحة الدولية.

خطر التمكين مرة أخرى

يؤكد التقرير أنه ما لم يُضعَف الحوثيون بشكل حقيقي، فإن وقف إطلاق النار الحالي قد يُعززهم في نهاية المطاف. وأعلن الرئيس ترامب أن الحوثيين قد "استسلموا"، لكن الجماعة رفضت هذا الادعاء وتحتفل بالفعل بـ"انتصارها" على قوة عظمى.

وقال التقرير، إن هذه السردية ستُمكّن حركة الحوثيين من إحكام سيطرتها على السكان، الذين تعتبرهم قاعدةً لتلقينهم وحشدهم وتسليحهم خدمةً لحربها الإلهية ودعوتها للخلاص.

وأوضح أنه طالما سيطر الحوثيون على الأراضي وحافظوا على منفذهم البحري، فسيواصلون استغلال شبكات التهريب والتجارة غير المشروعة الواسعة التي ساعدهم الحرس الثوري الإيراني في بنائها لإعادة تسليح أنفسهم، واستدامة اقتصادهم الحربي، وتطوير مصادر دخل أكثر موثوقية وأصعب كشفًا.

وأكد التقرير، أنه بفضل الدعم والتوجيه المستمرين من الحرس الثوري الإيراني، يوسع الحوثيون أيضًا نطاق نفوذهم خارج اليمن، معززين علاقاتهم مع تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية في الداخل، ومع حركة الشباب وتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في الصومال. إنهم يتعلمون ويتكيفون ويستعدون للعودة أقوى وبنطاق إقليمي أوسع.

ودعا التقرير ترامب إلى أن ينتهز فرصة زيارته الخليجية لحثّ الرياض وأبو ظبي على دعم قوات الحكومة اليمنية، واتباع استراتيجية عسكرية لهزيمة الحوثيين.

وأكد أن هذه السياسة، التي ستستفيد من مكاسب عملية "الفارس الخشن"، ضرورية لضمان تحييد تهديد الحوثيين للملاحة الدولية والأمن الإقليمي، وبالتالي النفوذ الإيراني الخبيث، بشكل نهائي.

وقالت الباحثة يوليا سابينا جوجا: "تأتي زيارة ترامب إلى المملكة العربية السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة في ظل ضغوط كبيرة.

وأضافت :فلا يزال الخليج محوريًا لتدفقات الطاقة العالمية، لكن حملة هجمات الحوثيين المدعومة من طهران على التجارة البحرية في البحر الأحمر كانت بمثابة مصدر إزعاج كبير وأثارت مخاوف من أن إيران - سواء بنفسها أو من خلال وكلائها الإقليميين - قد تسعى إلى تصعيد أو زيادة الضغط على خصومها من خلال محاولة مماثلة لإغلاق مضيق هرمز".

وأشارت إلى أنه يتم نقل أكثر من خُمس النفط العالمي عبر هذه النقطة الاستراتيجية. حيث لطالما كانت إحدى الأولويات التقليدية للولايات المتحدة في الشرق الأوسط هي الحفاظ على حرية الملاحة والاستقرار الإقليمي؛ لكن حملة القصف التي شنتها لردع الحوثيين، وإذا أمكن، تحييدهم، والتي بدأت في عهد الرئيس جو بايدن وتوسعت مؤقتًا في عهد ترامب، جلبت نتائج متباينة.

واختتم التقرير قائلا: "أظهر الحوثيون قدرتهم على تعريض تدفقات التجارة العالمية حول شبه الجزيرة العربية للخطر ووضع الاستقرار الإقليمي في خطر، وهم اليوم أحد أهم حلفاء إيران من غير الدول، ويتلقون دعماً إضافياً من روسيا".

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى