المخلافي: كلمة الحوثي في المؤتمر القومي العربي "مهزلة كبرى وانحراف خطير"
المخلافي: كلمة الحوثي في المؤتمر القومي العربي "مهزلة كبرى وانحراف خطير"

وصف عبدالملك المخلافي، نائب رئيس هيئة التشاور والمصالحة، والأمين العام الأسبق للمؤتمر القومي العربي، سماح المؤتمر القومي العربي لزعيم المليشيا الحوثية عبدالملك الحوثي بإلقاء كلمة أمامه، بأنه "مهزلة كبرى" وانحراف خطير عن مبادئ المؤتمر وأهدافه القومية.
وقال المخلافي في بيان له نشره على "فيسبوك" إن المؤتمر "ارتكب خطيئة سياسية وأخلاقية عندما منح منبره لزعيم طائفي سلالي كهنوتي انقلابي يمثل مشروعاً معادياً لكل ما يؤمن به المؤتمر القومي العربي من قيم الوحدة والحرية والديمقراطية والعدالة والتحديث"، مؤكداً أن "ذرائع دعم غزة والقضية الفلسطينية لا تبرر هذا الانحراف الخطير".
وأضاف أن المؤتمر القومي العربي "دخل منذ عام 2015 مرحلة من التراجع والمهزلة، بعد أن تخلى عن خطه القومي الجامع لصالح دعم مواقف ومشاريع تمزيقية تخدم المشروع الإيراني، الذي مزّق دولاً عربية من العراق إلى سوريا ولبنان واليمن".
وأشار إلى أن هذا التحول أدى إلى "فقدان المؤتمر أبرز رموزه ومفكريه وقادته التاريخيين"، لافتاً إلى أنه كان في مقدمة من جمدوا عضويتهم منذ ذلك الحين، إلى جانب شخصيات قومية من مصر ودول عربية أخرى، بعد أن "تخلى المؤتمر عن خطابه الجامع والعناصر الستة للمشروع الحضاري العربي، ليصبح جزءاً من حالة الانقسام ومنحازاً لمحاور ومشاريع إقليمية معادية للأمة".
وأكد المخلافي أن دعم القضية الفلسطينية "لا يمكن أن يكون مبرراً للارتماء في أحضان قوى طائفية ودكتاتورية"، مشيراً إلى أن القوميين العرب "كانوا وما زالوا ثابتين على موقفهم من دعم فلسطين وعدائهم للكيان الصهيوني دون التنازل عن المبادئ أو الارتهان لأي محور خارجي".
واستعاد المخلافي تاريخ تأسيس المؤتمر القومي العربي عام 1990 في تونس، بمشاركة خمسين شخصية عربية من مختلف التيارات الفكرية، تحت إشراف مركز دراسات الوحدة العربية بقيادة المفكر الراحل خيرالدين حسيب، مؤكداً أن المؤتمر في بداياته كان "إطاراً جامعاً ومعبّراً عن المشروع الحضاري العربي"، قبل أن يفقد بوصلته ويخضع لتأثيرات سياسية وإقليمية بعد 2015.
وانتقد المخلافي اقتصار انعقاد مؤتمراته الأخيرة على بيروت، بعد أن كانت تعقد في مختلف العواصم العربية من عمّان والقاهرة إلى تونس والجزائر والخرطوم، قائلاً:"لم يعد المؤتمر يحظى بالترحيب في أي عاصمة عربية بسبب تسخيره لمواقف لا تعبّر إلا عن المتنفذين الذين سيطروا عليه."
وأعرب المخلافي عن استغرابه من أن "يقف رجل طائفي انقلابي كعبدالملك الحوثي خطيباً أمام المؤتمر"، وهو – بحسب قوله – "من تسبب في قتل عشرات الآلاف من أبناء وطنه، ودمر مؤسسات الدولة، وصادر المال العام، وشرّد الملايين، وسجن الآلاف، وأخفى المئات قسرياً، وأصدر أحكاماً بالإعدام حتى بحق أعضاء في المؤتمر القومي العربي نفسه".
وأوضح القيادي الناصري، أن المؤتمر فقد هويته القديمة، قائلاً: "لم يبق من المؤتمر القومي العربي اليوم إلا الاسم وبعض المتنفذين، فيما تغيّرت عضويته بالكامل تقريباً منذ العام 2015."
وجدد المخلافي تمسكه بمبادئ المشروع القومي العربي وبقضايا الأمة، وبالهوية الوطنية اليمنية، قائلاً: "أنا قومي عربي وطني يمني، منحاز لثورتي 26 سبتمبر و14 أكتوبر، وللجمهورية والوحدة والديمقراطية، وضد الإمامة والكهنوت والمليشيا الحوثية."
وأكد أن موقفه "ثابت ومعلن في كل زمان ومكان"، وأنه "يتحمل تبعات مواقفه دون تراجع أو خوف"، مشيداً بموقف القوميين والناصريين اليمنيين وأعضاء المؤتمر القومي العربي من اليمن الذين رفضوا خطاب الحوثي وعدّوه "إهانة لليمنيين واستهتاراً بدمائهم".
وختم المخلافي تصريحه بالقول إن ما جرى في دورة المؤتمر الـ34 ببيروت "يمثل انحرافاً كاملاً عن مبادئ المؤتمر القومي العربي ومرجعيته التاريخية، ومؤشراً على فقدانه لدوره الريادي الذي تأسس من أجله قبل أكثر من ثلاثة عقود."



