ترامب جعل المنطقة بوضع متقلب.. سي إن إن: تصاعد هجمات الحوثيين على المصالح الأمريكية أمرٌ واردٌ
ترامب جعل المنطقة بوضع متقلب.. سي إن إن: تصاعد هجمات الحوثيين على المصالح الأمريكية أمرٌ واردٌ

واشنطن -
ذكرت شبكة "سي إن إن" الأمريكية أن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بضرب المنشآت النووية الإيرانية يضع الشرق الأوسط في وضع متقلب، حيث تتجه كل الأنظار الآن إلى الخطوة التالية التي قد تتخذها طهران.
وبحسب تقرير للشبكة، مع ضرب القواعد الأمريكية في المنطقة، إلى احتمال إغلاق ممر مائي رئيسي أمام الملاحة العالمية، يُرجَّح أن إيران تُفكِّر مليًّا في خطواتها التالية. وجميعها تنطوي على مخاطر جوهرية للجمهورية الإسلامية وإسرائيل والولايات المتحدة.
يشير التقرير إلى أن تصاعد الهجمات من الحوثيين باليمن على المصالخ الأمريكية أمرٌ واردٌ بالفعل، حيث كان الحوثيون المدعومون من إيران قد تعهدوا سابقًا بمهاجمة السفن الأمريكية في البحر الأحمر إذا انضمت الولايات المتحدة إلى صراع إسرائيل مع إيران.
وصرح مسؤول حوثي بارز في منشور على مواقع التواصل الاجتماعي صباح الأحد بأن "على ترامب أن يتحمل عواقب" الغارات الجوية الأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية.
ووفق التقرير، لم يتضح بعد ما إذا كان هذا يمثل نهاية وقف إطلاق النار بين الولايات المتحدة والحوثيين الذي تم التوصل إليه في مايو/أيار، حيث قالت واشنطن إنها ستوقف حملتها العسكرية ضد الحوثيين مقابل وقف الجماعة لهجماتها على المصالح الأميركية في المنطقة.
ومع إدراك إيران أنها لا تستطيع الفوز بشكل مباشر في صراع ضد إسرائيل والولايات المتحدة، قال خبراء إن طهران قد تسعى إلى الانخراط في حرب استنزاف، بحيث تحاول استنفاد إرادة خصمها أو قدرته على القتال في صراع طويل الأمد ومدمر، وهو ما قال ترامب في بداية رئاسته إنه يريد تجنبه.
وقال التقرير إن التدخل الأمريكي المباشر في الصراع قد يؤدي إلى قيام الحرس الثوري الإسلامي الإيراني بتفعيل ما تبقى من وكلائه في جميع أنحاء العراق واليمن وسوريا، وهي المجموعات التي شنت في السابق هجمات على الأصول الأمريكية في المنطقة.
وأضاف بأنه ورغم أن أقوى حليف لإيران في المنطقة كان حزب الله اللبناني، إلا أن هذه المجموعة ضعفت بشكل كبير بسبب الهجمات الإسرائيلية.
يقول مجلس العلاقات الخارجية، الأوروبي إن الولايات المتحدة تحتفظ بوجود في 19 موقعًا في جميع أنحاء المنطقة، منها ثمانية مواقع يعتبرها المحللون ذات وجود أمريكي دائم. وحتى 13 يونيو/حزيران، قدّر المجلس وجود حوالي 40 ألف جندي أمريكي في الشرق الأوسط.
في العراق، على سبيل المثال، كان هناك 2500 جندي أمريكي حتى أواخر العام الماضي. وليس من المستبعد أن تشن إيران هجومًا على هذه القوات. ففي عام 2020، أسفر هجوم صاروخي إيراني على حامية أمريكية عن إصابة أكثر من 100 جندي.
وقال المحلل السياسي في شبكة "سي إن إن" باراك رافيد إن الإيرانيين قالوا "عدة مرات" إنه إذا انضمت الولايات المتحدة إلى هذه الحرب وهاجمت منشآتهم النووية، فإنهم سينتقمون من القوات الأميركية في المنطقة، ومن المصالح الأميركية، وهناك الكثير من هذه الهجمات.
وأضاف رافيد أن إيران لديها القدرة على التأثير على "الشحن التجاري بأكمله في الخليج"، إذا قررت إغلاق مضيق هرمز، وهو طريق رئيسي لشحن النفط.
وفق التقرير، لم تُسجّل حتى الآن أي اضطرابات جوهرية في تدفق النفط العالمي. ولكن في حال تعطل صادرات النفط، أو محاولة إيران إغلاق مضيق هرمز، فقد يواجه سوق النفط العالمي أزمة وجودية.
حيث يربط المضيق الخليج العربي بالمحيط المفتوح، ويُعدّ قناةً رئيسيةً لصادرات النفط والغاز الطبيعي المسال من الشرق الأوسط إلى السوق العالمية. ووفقًا لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية، يمرّ عبر المضيق حوالي 20 مليون برميل من النفط يوميًا.