أخبار إيجاز

أعلنوا تهديد 13 شركة أمريكية.. الحوثيون: استهدفنا سفينة هولندية وهي معرضة للغرق

أعلنوا تهديد 13 شركة أمريكية.. الحوثيون: استهدفنا سفينة هولندية وهي معرضة للغرق

خليج عدن -

أعلن الحوثيون فجر اليوم الأربعاء أن سفينة الشحن مينيرفاغراخت التي ترفع علم هولندا، أصبحت معرضة للغرق بعد أن هاجموها بصاروخ كروز الاثنين في خليج عدن، في الوقت الذي هددوا 13 شركة أمريكية.

ووفق متحدث الحوثيين العسكري -في بيان- أن قواتهم هاجمت سفينةَ "MINERVAGRACHT" في خليج عدن بصاروخٍ مجنح.  وقال "أدت العملية إلى إصابة السفينة بشكل مباشر واشتعال النيران فيها وهي الآن معرضة للغرق".

وأمس الثلاثاء أعلنت عملية الاتحاد الأوروبي في البحر الأحمر "إسبيدس"، أن النيران لا تزال مشتعلة على متن السفينة التجارية مينيرفاجراخت بعد تعرضها لهجوم بمقذوف أسفر عن إصابة اثنين من البحارة وإجلاء كامل الطاقم المكون من 19 فرداً.

وقالت في بيان "ماتزال السفينة منجرفة في البحر"، ودعت جميع السفن المارة في المنطقة إلى توخي الحذر، وأكدت "إسبيدس" التزامها الكامل بحماية أرواح البحارة وضمان حرية الملاحة وتعزيز الأمن البحري في واحد من أخطر الممرات التجارية العالمية.

الحوثيون يهددن 13 شركة أمريكية

وفي ذات السياق أعلن الحوثيين أنهم سيستهدفون بالعقوبات شركات نفط أمريكية كبرى. وقال مركز تنسيق العمليات الإنسانية، للحوثيين "إنه أدرج 13 شركة أمريكية وتسعة تنفيذيين وسفينتين على قائمة عقوبات".

ويعمل المركز، الذي تأسس العام الماضي، للتنسيق بين القوات التابعة للحوثيين وشركات النقل البحري التجارية. وقال المركز إن العقوبات تأتي ردا على العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على الحوثيين هذا العام على الرغم من اتفاق هدنة مع إدارة ترامب وافقت فيه الجماعة اليمنية على وقف مهاجمة السفن المرتبطة بالولايات المتحدة في البحر الأحمر وخليج عدن.

وقال محمد الباشا، المحلل المستقل في شؤون الشرق الأوسط، "لم يتضح بعد ما إذا كانت هذه العقوبات تشير إلى أن جماعة الحوثي ستبدأ في استهداف السفن المرتبطة بالمنظمات والشركات والأفراد الخاضعين للعقوبات".

وأضاف في منشور على موقع "لينكد إن"، "أن هذه خطوة من شأنها أن تهدد بانتهاك اتفاق وقف إطلاق النار مع إدارة ترامب، والذي توسطت فيه سلطنة عمان".

وقالت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية إن هذه الحملة لم يكن لها تأثير يذكر على حركة ناقلات النفط الحيوية عبر مضيق هرمز، الواقع بين سلطنة عُمان وإيران ويربط الخليج ببحر العرب عبر خليج عُمان.

وذكرت إدارة معلومات الطاقة أن واشنطن استوردت حوالي 500 ألف برميل يوميا من النفط الخام والمكثفات من دول الخليج عبر مضيق هرمز. وأضافت أن ذلك يمثل نحو سبعة بالمئة من إجمالي واردات الولايات المتحدة من الخام والمكثفات، وهو أدنى مستوى منذ ما يقرب من 40 عاما، وذلك نتيجة لزيادة الإنتاج المحلي والواردات الكندية.

وكتب محمد الباشا "لماذا الآن؟ يقول الحوثيون إن هذا الإجراء اتخذ بموجب مبدأ المعاملة بالمثل، ردا على العقوبات الأمريكية، رغم إعلان سلطنة عمان في السادس من مايو 2025 عن خفض التصعيد ووقف إطلاق النار بين الولايات المتحدة والجماعة".

وأضاف الباشا أن بيان جماعة الحوثي جاء فيه أن الهدف المنشود من هذه العقوبات ليس العقاب بحد ذاته، بل إحداث تغيير إيجابي في السلوك.

هشاشة الأمن البحري

وذكرت تقارير أمريكية أن الهجوم الصاروخي على سفينة شحن هولندية يبرز هشاشة الأمن البحري ويزيد من مخاطر شركات التأمين البحري، كما يطرح تساؤلات حول أهداف الحوثيين من استهداف سفينة لا علاقة لها بإسرائيل.

وأعتبر موقع المونيتور الأمريكي، الهجوم على سفينة مينرفاغراخت، أنجح هجوم لهم على سفينة شحن مدنية منذ يوليو/تموز، وهذا هو التصعيد الأكثر أهمية من جانب المتمردين المدعومين من إيران منذ إغراقهم سفينتي شحن مدنيتين في أقل من أسبوع في يوليو/تموز.

بحسب تقرير موقع "تأمين الأعمال" «Bussines insurance» يُمثل هذا الهجوم أحد أخطر الحوادث في خليج عدن منذ تصاعد هجمات الحوثيين في البحر الأحمر ومضيق باب المندب.

ونفذت الجماعة، المدعومة من إيران، أكثر من 100 هجوم على سفن تجارية وأهداف إسرائيلية منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس العام الماضي. سبق أن استُهدفت سفينة مينرفاغراخت في 23 سبتمبر/أيلول، في محاولة فاشلة، وتُثير الضربات المتكررة تساؤلاتٍ حول أهداف المتمردين الحوثيين.

وأكّد مركز المعلومات البحرية المشترك، بقيادة البحرية الأمريكية، سابقًا أن السفينة "ليست لها أي انتماءات إسرائيلية"، مُسلّطًا الضوء على تحدٍّ مُستمرّ تواجهه شركات الشحن: فاختيار الحوثيين للأهداف غالبًا ما يكون محدودًا جدًا بالنسبة لإسرائيل أو حلفائها.

بالنسبة لشركات التأمين وشركات الاكتتاب، يُعقّد الهجوم الأخير تقييم المخاطر في منطقة متقلبة أصلاً. حيث ارتفعت أقساط التأمين مقابل مخاطر الحرب البحرية بعد أن أغرق الحوثيون سفينتين في يوليو/تموز، مما أسفر عن مقتل أربعة أشخاص على الأقل وترك آخرين في عداد المفقودين.
وفق التقرير، يُمثل استئناف الهجمات في هذا المدخل الجنوبي للبحر الأحمر توسعًا في نطاق عمليات الحوثيين، ويؤكد أن أي جزء من الطريق البحري ليس بمنأى عن الهجوم.

ويُشكل البحر الأحمر وخليج عدن معًا شريانًا حيويًا للتجارة العالمية، حيث كانت تُنقل عبره بضائع تُقدر قيمتها بنحو تريليون دولار سنويًا قبل الصراع.

ومن شأن أي حملة عسكرية مُستدامة في خليج عدن أن تُضاعف بشكل كبير التكاليف على مُلاك السفن وشركات التأمين، وفي نهاية المطاف على التجارة العالمية.

في الوقت الحالي، يُبرز الحادث هشاشة الأمن البحري في ممرٍّ يتحول مجددًا إلى بؤرة توتر، وهو ما يُخلف عواقب وخيمة على شركات التأمين وإعادة التأمين العالمية، وقطاع الشحن البحري ككل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى