"السفينة رقم 13".. المقاومة الوطنية تكشف تفاصيل أضخم شحنة أسلحة إيرانية للحوثيين
"السفينة رقم 13".. المقاومة الوطنية تكشف تفاصيل أضخم شحنة أسلحة إيرانية للحوثيين

المخا
كشفت المقاومة الوطنية، الخميس، في مؤتمر صحفي موسّع عقد بمدينة المخا بمحافظة تعز، عن تفاصيل أكبر شحنة أسلحة إيرانية جرى ضبطها في البحر الأحمر أثناء تهريبها إلى مليشيا الحوثي، في عملية نوعية نفذتها شعبة الاستخبارات والقوات البحرية التابعة لها أواخر يونيو الماضي.
وقال المتحدث باسم المقاومة الوطنية، العميد الركن صادق دويد، إن العملية – التي وصفها بأنها إحدى أنجح العمليات النوعية – أسفرت عن ضبط شحنة أسلحة استراتيجية بوزن 750 طنًا، كانت في طريقها إلى مليشيا الحوثي بدعم من الحرس الثوري الإيراني، وبتخطيط من شبكة تهريب دولية يديرها قيادي حوثي يُدعى "محمد أحمد الطالبي" المكنى بـ"أبو جعفر الطالبي".
وأوضح دويد، خلال المؤتمر الذي حضرته قرابة 50 وسيلة إعلامية محلية وعربية ودولية، أن عملية الضبط جاءت بعد رصد استخباراتي محكم وتعقّب دقيق لمسار السفينة، مؤكدًا أن الشحنة تم إخفاؤها داخل معدات مدنية تُستخدم في قطاع الكهرباء، في محاولة للتمويه والتضليل.
مكونات خطيرة.. دعم نوعي من طهران
وعرضت المقاومة في المؤتمر تسجيلات مصورة ووثائق تقنية توضح مراحل التتبع والرصد وضبط السفينة واقتيادها إلى ميناء المخا، حيث تم تفريغ وتوثيق مكونات الشحنة.
وأظهرت التحقيقات أن الطاقم السباعي للسفينة سبق أن شارك في نقل 12 شحنة مماثلة للحوثيين، ما يجعل هذه الشحنة رقم 13 في سلسلة عمليات تهريب مستمرة.
ووفق دويد، ضمت الشحنة مكونات صاروخية معقّدة تشمل:
- رؤوس وأجزاء صاروخ "قدر 380" البحري (مدى 1000 كم).
- أجزاء من صاروخ دفاع جوي "طائر 3" (المعروف حوثيًا بـ"برق 3") بمدى يصل إلى 200 كم وارتفاع 27 كم.
- مكونات صاروخ "غدير" (أو "مندب 2" حوثيًا) بمدى 300 كم.
- صاروخ "صقر 358" المضاد للطائرات (المعروف بـ"صقر 2").
- صواريخ "ستريلا 2" قصيرة المدى للدفاع الجوي، وصاروخ صوتي "فلسطين 2".
- صاروخ كروز مجنح "يا علي" (يسمى حوثيًا "سجيل").
- محركات صواريخ "سومر 10" المعروفة باسم "قدس" في الخطاب الحوثي.
- أجزاء صاروخ "قاسم" أرض-أرض، وصاروخ "دهلاوية" المضاد للدروع.
كما اشتملت الشحنة على طائرات مسيّرة انتحارية من طراز "معراج 532" بمدى يصل إلى 500 كم، وطائرات استطلاع بدون طيار "FPT"، ومحركات متنوعة للطيران المسيّر، وكاميرات حرارية وليزرية متقدمة، ونواظير وأجهزة فحص كيميائي، وأدوات تدريب عسكري.
أجهزة تجسس أجنبية
كشف دويد كذلك عن وجود أجهزة تجسس متقدمة ضمن الشحنة، أبرزها جهاز إسرائيلي الصنع من شركة "سيلبيريت" مخصص لسحب البيانات والتجسس على الخصوصيات، إلى جانب كاميرات دقيقة للتجسس، وجهاز كشف كذب، وكمبيوتر محمل بتطبيقات متخصصة.
وأكد المتحدث العسكري أن التحقيقات الأولية مع طاقم السفينة كشفت معلومات شديدة الخطورة، تتعلق ببنية شبكة التهريب، ومسارات الدعم، وأن الطاقم يعمل ضمن 8 مجموعات منظمة تقوم بنقل الأسلحة الإيرانية إلى الحوثيين، ما يعكس حجم الدعم الخارجي للمليشيا ومخاطر التصعيد الإقليمي.
قال دويد إن طبيعة ونوعية الأسلحة المصادرة، وكونها تمثل "الأحدث" في الترسانة الإيرانية، تكشف بوضوح عن تصعيد في مستوى الدعم العسكري الإيراني للحوثيين، مشيرًا إلى أن هذه ليست مجرد عملية تهريب تقليدية، بل خطوة نوعية تنقل الجماعة إلى مستوى تسليح استراتيجي متطور.
وأضاف أن المقاومة الوطنية، عبر قواتها الاستخباراتية والبحرية، لن تتوانى في التصدي لمثل هذه التهديدات، مؤكدًا أن "كل قطعة سلاح في هذه الشحنة تدحض ادعاءات المليشيا بشأن التصنيع الحربي المحلي".
كما حذر من معلومات أولية تشير إلى سعي إيران والحوثيين لتطوير أسلحة بيولوجية، معتبرًا أن ذلك يمثل تهديدًا إقليميًا ودوليًا يتجاوز الجغرافيا اليمنية.
تأتي هذه العملية في سياق تصاعد القلق الدولي من استمرار تدفق الأسلحة الإيرانية إلى الحوثيين، خاصة مع الحديث عن تهدئة مؤقتة بين واشنطن والمليشيا، والتي اعتبرها مراقبون فرصة استغلتها طهران لتكثيف عمليات الإمداد العسكري. واعتبر دويد أن هذا التهريب يؤكد تحول الحوثيين إلى "ذراع قتالي إيراني نشط في البحر الأحمر".