أخبار إيجاز

تقرير أمريكي: التوترات الجيوسياسية تنتقل إلى البحر الأحمر.. والحوثيون لا يزالون يمثلون تهديدًا قائمًا

تقرير أمريكي: التوترات الجيوسياسية تنتقل إلى البحر الأحمر.. والحوثيون لا يزالون يمثلون تهديدًا قائمًا

اليمن -

في تحليل موسع نشره موقع OilPrice الأمريكي المتخصص في قضايا الطاقة والجغرافيا السياسية، أشار إلى أن بؤرة التوترات الجيوسياسية العالمية بدأت تتحول تدريجيًا نحو منطقة البحر الأحمر والقرن الإفريقي، مع تراجع نسبي في التصعيد الإيراني–الإسرائيلي–الأمريكي الذي شغل المشهد الدولي خلال الأسابيع الماضية.

وأوضح التقرير أن الهجوم الصاروخي الإيراني على قاعدة العديد الأميركية في الخليج كان ذروة صاخبة في التصعيد، لكن ما تلا ذلك اتسم بضبط النفس الاستراتيجي من كافة الأطراف، بما في ذلك غياب أي ردود متلاحقة أو تصعيد نوعي في العقوبات أو العمليات العسكرية.

وانعكس ذلك على أسواق النفط، التي عادت إلى التداول بناءً على الأساسيات الاقتصادية، مع انخفاض في أسعار الخام خلال تعاملات الجمعة الآسيوية.

البحر الأحمر مركز الثقل الجديد

في المقابل، يشير التقرير إلى أن الأنظار باتت تتجه جنوبًا نحو البحر الأحمر والقرن الإفريقي، حيث تتشكل معادلات جديدة محفوفة بالمخاطر، أبرزها الدور المتنامي لقوات الدعم السريع في السودان، المدعومة بشكل غير مباشر من دولة الإمارات، في مقابل دعم السعودية للجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان.

وسلط التقرير الضوء على تحول معسكر زمزم للنازحين في دارفور إلى مسرح لانتهاكات دموية من قبل قوات الدعم السريع، التي أثبتت قدرتها على استهداف منشآت حيوية مثل مستودعات الوقود في بورتسودان، ووقف حركة الطيران، باستخدام طائرات بدون طيار وأسلحة نارية مدعومة من "رعاة أجانب".

ويصف التقرير هذا الصراع بأنه "تنافس بالوكالة" بين حليفين خليجيين بارزين: أبو ظبي التي تسعى لتأمين موطئ قدم على الساحل السوداني وممرات الذهب، مقابل الرياض التي ترى في استقرار الجيش السوداني ضمانًا لمصالحها الاقتصادية الكبرى مثل مشروع نيوم، ورؤية 2030، التي تعتمد على بقاء ممر البحر الأحمر تحت سيطرة قوة مركزية.

الحوثي.. تهديد قائم رغم التراجع النسبي في الهجمات

وفي السياق ذاته، يلفت التقرير إلى أن ميليشيا الحوثي في اليمن لا تزال تمثل تهديدًا قائمًا للممرات الملاحية، رغم تباطؤ وتيرة الهجمات منذ مايو الماضي، حيث لم تُسجّل ضربات كبيرة ضد ناقلات النفط أو سفن الشحن.

ويؤكد التقرير استمرار الوجود العسكري الأمريكي والأوروبي في مياه البحر الأحمر وباب المندب، لتأمين الممرات الملاحية عالية الخطورة، محذرًا من أن الاسترخاء في وتيرة الهجمات لا يعني انتفاء الخطر، بل يعكس نوعًا من إعادة التموضع والتكتيك، لا سيما في ظل العلاقات الوثيقة بين الحوثيين وطهران.

كما يشير إلى أن العقوبات الأمريكية الأخيرة ضد قيادة قوات الدعم السريع، بدعوى استخدام أسلحة كيميائية، ليست مجرد إجراء قانوني، بل تحمل دلالة على رغبة واشنطن في صياغة سردية جديدة تجاه ما يجري في البحر الأحمر، وتحقيق توازن إقليمي يُراعي مصالحها الاستراتيجية ويُعيد ضبط تحالفاتها الخليجية.

يُختتم التقرير بالتنبيه إلى أن مضيق باب المندب ومضيق هرمز يشكلان طرفي ممر جيوسياسي واحد، وأن التركيز الدولي الذي كان منصبًا على إيران في الخليج، بات يتحول تدريجيًا نحو القرن الإفريقي والبحر الأحمر، حيث تتقاطع مصالح قوى دولية وإقليمية، في مشهد تتزايد فيه احتمالات الانفجار رغم مؤشرات التهدئة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى