أخبار إيجاز

مجلة أميركية: هل تخطط إسرائيل لاستخدام تكتيكات جديدة ضد الحوثيين في اليمن؟

مجلة أميركية: هل تخطط إسرائيل لاستخدام تكتيكات جديدة ضد الحوثيين في اليمن؟

اليمن-

اعتبرت مجلة فوربس الأمريكية أن استخدام اسرائيل للسفن الحربية في تنفيذ غاراتها مؤخرا ضد منشأت حيوية يسيطر عليها الحوثيون في اليمن، يعد أمرا ملحوظا، وقد يشير إلى استعداد إسرائيل لاستخدام تكتيكات جديدة ضد الجماعة.

والثلاثاء الماضي شنّت إسرائيل، هجومًا على ميناء الحديدة اليمني الرئيسي الخاضع لسيطرة الحوثيين باستخدام قواتها البحرية لأول مرة. وحذّر وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس في بيان رسمي من أن "منظمة الحوثي الإرهابية ستواجه ردًا قويًا وستُفرض عليها حصار بحري وجوي إذا استمرت في إطلاق النار على إسرائيل" .

ويأتي ذكر كاتس للحصار البحري بعد أقل من شهر من إعلان الحوثيين "حصارًا بحريًا" على ميناء حيفا الإسرائيلي في شرق البحر الأبيض المتوسط، محذرين جميع الشركات والسفن من أن الميناء مدرج على قائمة أهدافهم.

وتساءلت المجلة الأميركية في تقرير لها، عما إذا كانت التهديدات المتبادلة بحصار الموانئ بين الحوثيين وإسرائيل "مجرد تهديدات فارغة "، وذلك بالنظر إلى المسافات الشاسعة والموارد اللوجستية اللازمة لفرض مثل هذا الحصار؟.

ونقل التقرير عن برايان كلارك، الخبير البحري في معهد هدسون للأبحاث قوله :"يفتقر الحوثيون إلى القدرة على فرض حصار. لا يسعهم سوى التهديد بشن هجمات متقطعة على السفن، على أمل أن يردع ذلك شركات الشحن عن السفر إلى إسرائيل".

وبالمثل يعتقد محمد الباشا، وهو محلل أمني متخصص في شؤون الشرق الأوسط لدى مؤسسة" باشا ريبورت ريسك أدفايزري،" أن احتمالات نجاح الحوثيين في حصار ميناء حيفا تظل منخفضة.

وقال الباشا للمجلة الأميركية، إن "ميناء حيفا يستقبل حركة الملاحة البحرية من البحر الأبيض المتوسط ​​وليس البحر الأحمر، على عكس ميناء إيلات (في جنوب إسرائيل)، الذي شهد بالفعل إغلاقاً شبه كامل بسبب هجمات الحوثيين المتكررة".

وأضاف "لا يمتلك الحوثيون حاليا المدى أو القوة البحرية التي تمكنهم من التأثير بشكل جدي على طرق الشحن في البحر الأبيض المتوسط".

من ناحية أخرى، يشير التقرير إلى أن قدرة إسرائيل على فرض حصار على الحديدة والموانئ الأخرى التي يسيطر عليها الحوثيون أكبر بشكل ملحوظ.

ووفق المجلة "لا شك أن السفينة الحربية الأكثر تطوراً في الأسطول البحري الإسرائيلي هي  كورفيت "ساعر 6"، التي وصفها الباشا بأنها "العنصر المركزي" للوجود الإسرائيلي المتوسع في البحر الأحمر."

في وقت سابق من هذا الأسبوع، أفادت التقارير أن سفينة ساعر 6 أطلقت صاروخين فقط على أرصفة ميناء الحديدة. ورغم محدودية هذه العملية، فإن السفينة قادرة على البقاء في البحر لأكثر من شهر، موفرةً قدرات هجومية ودفاعية مستدامة ضد أهداف الحوثيين مع استمرار العمليات.

ويتم تجهيز صاروخ ساعر 6 بصواريخ بعيدة المدى موجهة بدقة مثل صاروخ غابرييل 5 المضاد للسفن وصاروخ كروز ديليلا GL، ويمكن لصاروخ ساعر 6 التعامل مع أهداف من مسافة تصل إلى 186 ميلاً قبالة سواحل اليمن.

وبحسب التقرير، تتميز السفن الصغيرة أيضًا بأنظمة دفاعية متطورة، بما في ذلك صواريخ باراك 8 أرض-جو، والنسخة البحرية من القبة الحديدية الإسرائيلية الشهيرة، القبة C. تستطيع كل سفينة كورفيت حمل مروحية MH-60 سي هوك القادرة على إطلاق صواريخ AGM-114 هيلفاير جو-أرض.

خلال الاشتباكات السابقة مع الحوثيين، دأبت مدمرات البحرية الأمريكية على الدفاع عن نفسها وعن السفن التجارية باستخدام صواريخ دفاع جوي باهظة الثمن من طراز SM-3 وSM-6 لاعتراض صواريخ الحوثي الباليستية وطائراتهم المسيرة.

ومنذ ذلك الحين، أوقفت الولايات المتحدة عملياتها ضد الحوثيين بعد التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في أوائل مايو، والذي لم ينص على توقف الحوثيين عن استهداف إسرائيل. ونتيجةً لذلك، تشن إسرائيل حربًا منفردة ضد الجماعة منذ ذلك الحين، بغارات جوية بعيدة المدى، والآن بهجمات بحرية.

وقال كلارك "أعتقد أن التهديد الذي تواجهه السفن الإسرائيلية هو نفس التهديد الذي تواجهه المدمرات الأميركية، على الرغم من أن الزوارق الصاروخية الإسرائيلية تتمتع بقدرة دفاع جوي أقل".

ومع ذلك، تتمتع سفن الصواريخ الإسرائيلية الأصغر حجماً ببعض المزايا مقارنة بنظيراتها الأكبر حجما . وقال الباشا أنه "إلى جانب المهام التكتيكية، فإن نشر غواصة ساعر 6 بمثابة إشارة استراتيجية إلى نية إسرائيل توسيع نطاق قوتها في البحر الأحمر".

وأضاف: "على عكس مجموعة حاملة الطائرات الأميركية التي هي أبطأ وأكثر تعقيدا من الناحية اللوجستية، توفر سفينة ساعر 6 السرعة والقدرة على المناورة، مما يجعلها منصة أكثر مراوغة وقابلية للبقاء ضد التهديدات غير المتكافئة مثل تلك التي يشكلها الحوثيون."

ورغم هذه المزايا، فمن المؤكد،بحسب المجلة الأمريكية ، أن إسرائيل ستجد فرض حصار حتى محدود على اليمن تحدياً كبيراً.

وقال الباشا: "هناك تكهنات متزايدة بأن إسرائيل قد تنشر السفينة أيضًا لاعتراض شحنات أسلحة إيرانية يُشتبه في أنها متجهة إلى الحوثيين". مضيفا: "ألمحت القيادة العسكرية الإسرائيلية إلى إمكانية فرض حصار بحري محدود على الموانئ التي يسيطر عليها الحوثيون".

ومع ذلك، فإن "فرض حصار بحري كامل سيكون صعبًا بسبب النطاق العملياتي المحدود للقوات الجوية والبحرية الإسرائيلية، والتكاليف اللوجستية والمالية المرتفعة، والتهديد الكبير الذي تشكله مجموعة قدرات الحوثيين المضادة للسفن"، وفق المجلة.

ويتوقع الباشا أن تقوم قوات الكوماندوز الإسرائيلية بالصعود على متن السفن التي تشتبه إسرائيل في أنها تقوم بتهريب الأسلحة إلى الحوثيين، وهو ما يتماشى مع استراتيجية إسرائيل الأوسع نطاقا في تعطيل خطوط إمداد الحوثيين دون الحاجة إلى الالتزام بحصار كامل.

ويرى كلارك من معهد هدسون أن البحرية الإسرائيلية قد "تحتفظ بقوة" في الموانئ اليمنية لوقف حركة المرور وتفتيش السفن التي تشك في تهريبها للأسلحة، مضيفا، أن "هذا الأمر قد يتطلب على الأرجح مشاركة معظم القوات البحرية الإسرائيلية".

وبالإضافة إلى سفنها الحربية من طراز "ساعر "، تمتلك البحرية الإسرائيلية أيضاً أسطولاً من الغواصات الألمانية الصنع من طراز دولفين التي تعمل بالديزل والكهرباء، وهي مسلحة بطوربيدات وصواريخ كروز.

وقال كلارك: "يمكن استخدام الغواصات لمهاجمة السفن، ولكن من الصعب على الغواصة تحديد ما إذا كانت السفينة تحمل مساعدات إنسانية أم أسلحة. لذلك، من غير المرجح استخدام الغواصات كجزء من الحصار".

واختتمت المجلة بالقول، "لا شك أن إسرائيل أكثر قدرة على فرض حصار على الموانئ اليمنية من قدرة الحوثيين. ومع ذلك، يستطيع الحوثيون تهديد إسرائيل بطرق أخرى، وقد يثبتون في النهاية قدرتهم على إلحاق الضرر بميناء حيفا".

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى