كاتب روسي: زيارة العليمي إلى موسكو محاولة لفتح فصل جديد في العلاقات اليمنية الروسية
كاتب روسي: زيارة العليمي إلى موسكو محاولة لفتح فصل جديد في العلاقات اليمنية الروسية

موسكو-
رأى الكاتب الروسي فلاديمير بيكيش، الخبير في شؤون الأمن الاستراتيجي والشرق الأوسط، أن زيارة رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي إلى موسكو قد تمثل محاولة لفتح فصل جديد في العلاقات اليمنية الروسية، وسط تعقيدات المشهد الإقليمي والدولي المتصلة بالأزمة اليمنية.
وفي مقال تحليلي نشره موقع News.Az الأذري وترجمه "يمن شباب نت، أشار بيكيش إلى أن المحادثات التي جرت مؤخرًا بين العليمي والرئيس الروسي فلاديمير بوتين أحاط بها الكثير من الغموض، حيث عقدت معظم اللقاءات خلف أبواب مغلقة، ولم يُكشف عن تفاصيل ما دار فيها، وهو ما يعزز فرضية أن القضايا المطروحة كانت شديدة الحساسية.
ورجّح الكاتب أن تكون الحكومة اليمنية قد طلبت من موسكو الحد من دعمها - السياسي أو غير المباشر - للحوثيين، باعتبار ذلك إحدى القضايا التي قد تكون نوقشت في اللقاء.
وأشار إلى أن من المنطقي افتراض أن الحكومة اليمنية حاولت إيصال رسالة واضحة حول خطورة التقارب الروسي الإيراني على أمن واستقرار اليمن.
وأوضح بيكيش أن إيران تواصل تقديم الدعم العسكري والسياسي لجماعة الحوثي، في حين تواصل الولايات المتحدة وإسرائيل شن هجمات جوية ضد الجماعة، في إطار ما وصفه بصراع إقليمي محتدم بين محورين متناقضين.
التعاون العسكري
تناول المقال أيضًا احتمالية تعزيز التعاون العسكري بين روسيا والحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا، مشيرًا إلى أن هذا التعاون سيكون قانونيًا من الناحية الدولية، باعتبار المجلس الرئاسي قد نال تفويضًا من الرئيس اليمني السابق عبد ربه منصور هادي ويتمتع بشرعية دولية.
لكن الكاتب أشار إلى عقبة جوهرية تعيق هذا التعاون، تتمثل في ضعف الموارد المالية للمجلس الرئاسي، إذ تعاني الحكومة من محدودية إنتاج النفط في المناطق الخاضعة لسيطرتها، وأرباحها لا تفي بتكاليف شراء الأسلحة.
وبهذا، يثير الكاتب تساؤلات حول إمكانية اللجوء إلى آليات بديلة للدفع في حال وافقت روسيا على تصدير أسلحة لليمن.
وعلى الجانب الآخر، اعتبر بيكيش أن الأشكال الأقل إثارة للجدل من التعاون بين موسكو والحكومة اليمنية قد تكون في المجال الإنساني، من خلال تقديم الغذاء والدواء، أو تعزيز فرص التحصيل الأكاديمي للطلاب اليمنيين في الجامعات الروسية، وهي مجالات تحظى بقبول دولي ولا تثير خلافات سياسية كبيرة.
وربط الكاتب بين الغموض في موقف روسيا تجاه اليمن وقرارها في عام 2017 تعليق نشاط سفارتها بصنعاء ونقل طاقمها الدبلوماسي إلى الرياض، في مؤشر - برأيه - على تردد موسكو في اتخاذ مواقف واضحة بشأن أحد أكثر النزاعات تعقيدًا في المنطقة.
وفي ختام مقاله، أشار بيكيش إلى أن مدى تجاوب موسكو مع مطالب الحكومة اليمنية سيعتمد على طبيعة الحسابات الاستراتيجية الروسية، لا سيما في ظل علاقتها المتشابكة مع إيران، وتوازناتها الدقيقة مع دول الخليج والولايات المتحدة.
وخلص إلى أن "رد فعل الرئيس بوتين، وما إذا كانت روسيا تنوي اتخاذ أي خطوات ملموسة تجاه اليمن، يظل سؤالًا مفتوحًا".