أخبار إيجاز

"جهاز أمن الثورة".. ذراع استخباراتية جديدة للحوثيين تتناغم مع الأطماع التوسعية للجماعة

الحوثيون يستحدثون جهازًا أمنيًا جديدًا بإشراف مباشر من زعيم الجماعة.. من يتولى إدارته؟

صنعاء -
 
جهاز أمني جديد يعزز القبضة الحوثية
كشفت مصادر أمنية مطلعة لـ"ديفانس لاين" عن استحداث جماعة الحوثي، جهازاً أمنياً جديدًا يحمل اسم "جهاز أمن الثورة"، ضمن سلسلة من الكيانات الأمنية التي أنشأتها الجماعة على غرار المؤسسات الاستخباراتية الإيرانية.
 
مهام استراتيجية وهيمنة تنظيمية
الجهاز الجديد أُنشئ بقرار من زعيم الجماعة، ليعمل في خدمة ما تسميه الجماعة "المشروع التنظيمي الجهادي" و"المسيرة القرآنية"، ويُكلّف بمهام استراتيجية تتضمن توجيه الأداء العام، والتخطيط والرقابة، والإشراف على باقي الأجهزة الأمنية التابعة للجماعة.
 
إشراف مباشر ومهام خارجية
الجهاز يخضع لإشراف مباشر من عبد الملك الحوثي، ويُتوقع أن يتولى إلى جانب مهامه الداخلية، مسؤوليات في مجال "الأمن الخارجي والإقليمي"، بما يتماشى مع المشروع التوسعي للجماعة الذي يستهدف فرض "الولاية" على الجزيرة العربية.
 
استنساخ ايراني اعتبرت مصادر متطابقة أن تشكيل الجهاز الجديد يوازي من حيث الهيكل والدور وزارة الاستخبارات الإيرانية "الإطلاعات".
 
أداة لتعزيز الرقابة والسيطرة الأمنية
ترى مصادر أخرى أن الهدف من استحداث الجهاز يتمثل في تعزيز القبضة الأمنية للجماعة، وتنويع أدواتها في فرض الرقابة الصارمة على المجتمع، وتوسيع نفوذها داخل الأجهزة الأمنية.
 
من هو رئيس "جهاز أمن الثورة"؟
جماعة الحوثي كلّفت جعفر محمد أحمد المرهبي (42 عامًا) بقيادة الجهاز الجديد. ويُعرف داخل أوساط الجماعة بلقبه الحركي "أبو جعفر"، وينتمي إلى مديرية رازح بمحافظة صعدة، ويُعد من قادة الظل البارزين في التنظيم الأمني السري للجماعة.
 
شخصية عقائدية ومؤدلجة
المرهبي من أوائل الملتحقين بتنظيم "الشباب المؤمن"، وتصفه وسائل إعلام الجماعة بأنه من "المكبرين الأوائل" الذين أطلقوا شعارات الجماعة المستنسخة من الثورة الخمينية. وقد تلقى تنشئة أيدلوجية في بيئات مغلقة، ويُعتقد أنه خضع لتدريبات خارج اليمن.
 
سيرة أمنية مرتبطة بالقيادة العليا
كان المرهبي مقرّبًا من مؤسس الجماعة، حيث تولى مسؤوليته الأمنية، واستمر لاحقًا في حماية عبد الملك الحوثي، وانتُدب لمهام أمنية حساسة. كما شارك في تأسيس "الدائرة الأمنية" التي تحولت لاحقًا إلى "جهاز الأمن الوقائي الجهادي".
 
ارتباط بخلايا مرتبطة بإيران و"حزب الله"
ترتبط سيرة المرهبي بشبكة من الخلايا الأمنية التابعة لمخابرات "فيلق القدس" و"حزب الله"، وتورط في عمليات اغتيال وزرع عبوات ناسفة. سبق أن اعتُقل عام 2003 و2004، ثم أُدين بالإعدام في 2008 قبل أن يُفرج عنه بعفو في 2011.
 
دور محوري في السيطرة على صنعاء
شارك المرهبي لاحقًا في المعارك بمحافظات حوث، عمران، وصنعاء، وساهم في السيطرة على مؤسسات الأمن بعد اجتياح صنعاء، وتوطين عناصر الجماعة داخل الهياكل الأمنية والاستخباراتية.
 
ترقيات سريعة ومنصب حكومي غطاء
في عام 2016، عُيّن برتبة "عقيد" في وزارة الداخلية، قبل ترقيته إلى "لواء". وفي 2023، منحته الجماعة منصب وكيل وزارة الإرشاد وشؤون الحج والعمرة، كغطاء رسمي لنشاطه الأمني.
 
شخصية شديدة السرية
تحيط الجماعة شخصية المرهبي بسرية كبيرة، وأزالت جميع صوره ومقاطعه من الإعلام. حتى قناة "المسيرة" حجبت فيلماً وثائقياً عنه بعد بثه، ويُعد المرهبي من أبرز المطلوبين أمنيًا، ويُحاكم غيابيًا أمام المحكمة العسكرية بمحافظة مأرب، بتهم الإرهاب وجرائم ضد الدولة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى