هل تساعد شركة أقمار صناعية صينية الحوثيين في استهداف السفن الأمريكية؟
هل تساعد شركة أقمار صناعية صينية الحوثيين في استهداف السفن الأمريكية؟

اليمن -
تثير تقارير أميركية متزايدة تساؤلات مثيرة للقلق حول دور شركة صينية للأقمار الصناعية في دعم جماعة الحوثي المدعومة من إيران، عبر توفير صور فضائية يُعتقد أنها تُستخدم لتحديد مواقع السفن الحربية الأميركية في البحر الأحمر وبحر العرب.
وفي هذا السياق أكدت صحيفة ناشيونال إنترست الأميركية أن شركة "تشانغ غوانغ" الصينية لتكنولوجيا الأقمار الصناعية قد تكون تقدم معلومات استخباراتية مباشرة للحوثيين لمساعدتهم في استهداف السفن الأميركية والدولية.
وقالت الصحيفة في تقرير تحليلي ترجمه "يمن شباب نت" إن شركة "تشانغ غوانغ"، رغم ادعائها أنها مدنية، لا تخرج عن الاتجاه العام لعسكرة كل شيء، وخصوصًا الفضاء، مشيرة إلى أن أنظمة الأقمار الصناعية تُستخدم بشكل متزايد في العمليات العسكرية، كما هو الحال في استخدام نظام "ستارلينك" المدني في الحرب الأوكرانية.
وأشارت الصحيفة إلى أن الحوثيين، الذين يحظون بدعم إيراني مباشر، تحولوا إلى ما يشبه منصة اختبار غير مباشرة للصواريخ الصينية، وذلك في سياق عدائهم المتصاعد مع القوات الأميركية في المنطقة.
ولفت التقرير إلى أن جماعة الحوثي أصبحت تشكل تحدياً أكبر مما كان يتوقعه كثيرون في البنتاغون، ليس فقط بسبب الدعم الإيراني، ولكن أيضاً بسبب ما يبدو أنه تعاون صيني في تقديم تقنيات استهداف متقدمة.
ويرى التقرير أن الصواريخ الباليستية المضادة للسفن التي يمتلكها الحوثيون أصبحت أكثر تطورًا ودقة من ذي قبل، الأمر الذي يثير القلق، خصوصًا مع تعرّض سفن حربية أميركية، بل وحتى حاملات طائرات نووية، لمحاولات استهداف متكررة بتلك الصواريخ.
كيف أصبح الحوثيون وكالة اختبار الصواريخ الصينية؟
وأضافت الصحيفة أن السؤال المركزي الذي يطرحه الخبراء هو: كيف يمكن لصواريخ الحوثي أن تقترب بهذه الدقة من السفن الأميركية، رغم أن هذه السفن مزودة بأنظمة دفاعية متقدمة ضد التهديدات الباليستية وغيرها من التهديدات الحوثية على السفن التي تعمل على السواحل اليمنية؟
وفي هذا السياق، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، تامي بروس، إن شركة "تشانغ غوانغ" لتكنولوجيا الأقمار الصناعية "تساعد بشكل مباشر الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن، من خلال تزويدهم بصور أقمار صناعية تُستخدم لاستهداف السفن الأميركية والدولية في البحر الأحمر".
وفيما تنفي الشركة الصينية هذه الادعاءات، فقد أكدت الصحيفة أن هذه ليست المرة الأولى التي تُتهم فيها الشركة الصينية المذكورة بالتورط في دعم عمليات عسكرية، إذ سبق أن وُجهت لها اتهامات مماثلة في عام 2023 بدعم مجموعة "فاغنر" الروسية خلال الحرب في أوكرانيا.
ويشير التقرير إلى أن الكميات الهائلة من المعلومات وبيانات الاستهداف التي يمكن أن توفرها الأقمار الصناعية تجعل من السهل استخدامها لأغراض عسكرية، خاصة إذا كانت الشركات المزودة لها تدور في فلك حكومات لديها أهداف استراتيجية، مثل الصين.
ولفتت الصحيفة إلى أن هجمات الحوثيين البحرية، التي تزايدت بعد هجمات حماس في 7 أكتوبر، استهدفت السفن الدولية في البحر الأحمر، باستثناء السفن التي ترفع أعلام الصين وروسيا وإيران، ما يعزز الشكوك حول وجود نوع من التنسيق أو التواطؤ.
الأقمار الصناعية هي الوجه الجديد للحرب
ويرى التقرير أن الصين تستفيد استفادة كبيرة من تصرفات الحوثيين ضد السفن الحربية الأمريكية قرب شواطئها. فموارد أمريكا قابلة للاستبدال: فكلما تمكّن الحوثيون من مضايقة السفن الحربية الأمريكية في البحر الأحمر، زاد احتمال تركيز واشنطن على قتالهم في اليمن، مما يُستنزف الموارد المتاحة لردع أي غزو صيني لتايوان.
ثانيًا، إذا كانت معلومات الاستهداف التي قدمتها الشركة الصينية للحوثيين دقيقة، فقد يتكبد الأمريكيون خسائر بحرية يصعب تعويضها. وإذا أغرق الحوثيون حاملة طائرات أمريكية - وهو احتمال وارد، وإن كان مستبعدًا - فستكون خسارة فادحة للبحرية الأمريكية، وستعيق عملياتها في منطقة المحيطين الهندي والهادئ لسنوات.
وأكد التقرير أنه سيكون هذا التحول في الأحداث مفيدًا بشكل خاص للصين، نظرًا لأن حاملة الطائرات ستكون على الأرجح السلاح الرئيسي المستخدم ضد أي هجوم صيني على تايوان.
ورغم أن شركة CGST تبدو الشركة الصينية الوحيدة التي تدعم جهود قوة ملتزمة بهزيمة الولايات المتحدة من خلال تقديم الدعم الفني، إلا أن هذا ليس صحيحًا على الأرجح. فلطالما تحركت الشركات جنبًا إلى جنب مع جيوش العالم. في حالة الصين، يُحدد نظامها الشركات المملوكة للدولة.
وحتى في الشركات الصينية التي يُفترض أنها خاصة، غالبًا ما يكون القادة أعضاءً بارزين في الحزب الشيوعي الصيني، ولا تتصرف الشركات أبدًا بما يتعارض مع مصالح حكومتها.
علاوة على ذلك، تتزايد جهود شركات العالم لمساعدة حكوماتها في صنع الحروب. لنتذكر بداية حرب أوكرانيا، عندما ضغطت كييف على' سبيس إكس' لتزويدها بمحطات ستارلينك. لسنوات، استُخدمت أنظمة ستارلينك المدنية هذه في العديد من العمليات العسكرية الأوكرانية. ولا تتبع الشركة الصينية إلا الاتجاه العام لعسكرة كل شيء، وخاصةً الفضاء.
وتختتم ناشيونال إنترست تقريرها بالقول إنه في المستقبل، إذا استطاعت الحكومة الأمريكية إثبات استخدام أقمار شركة CGST الصناعية لاستهداف السفن الحربية الأمريكية وزيادة فتك أعداء أمريكا، فسيكون من الضروري أن تدمرها قوة الفضاء الأمريكية. لن يُسمح أبدًا لأقمار صناعية تابعة لدولة أجنبية بتعريض حياة البحارة ومشاة البحرية الأمريكيين للخطر مرة أخرى.